الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزوير الشهادات وأثره على صحة العمرة

السؤال

أعمل في إحدى مدن المملكة العربية السعودية، وأردت أن أتقدم بطلب إلى مكتب الاستقدام لعمل زيارة للوالدة حتى يتسنى لها أن تجلس معي عدة أشهر وتقوم خلال هذه الأشهر بأداء العمرة، ولكن هذا الطلب رفض، وبعد محاولات مع الموظف قال لي إنه لن يقبل الطلب إلا إذا أحضرت شهادة تفيد بأن زوجتك حامل، فقلت له زوجتي ليست حاملاً، فقال أحضر شهادة مزورة، فهل عمل هذه الشهادة جائز؟ وهل له تأثير على عمرة الوالدة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن تزوير الشهادات محرم بإجماع الأمة، روى عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين. وكان متكئًا فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، ألا وقول الزور وشهادة الزور. فما زال يقولها حتى قلت: لا يسكت... أخرجه الشيخان والترمذي وأحمد.

وتزوير الشهادات من الكذب، والله تعالى يقول: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النحل:105].

وعن سؤالك عما إذا كان ذلك مؤثرًا على عمرة الوالدة، فالظاهر أن لا تأثير له على عمرتها، فإنما هو ذنب تعلق بك أنت مع من تواطأ معك عليه، والله تعالى يقول: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164، الإسراء:15، فاطر: 18، الزمر:7، النجم: 38].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني