الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصلاة في مسجد بعض رواده يسبون الدين

السؤال

إني اصلي في مسجد قريب من بيتي، ومن الجائز أن يكون بعض المصلين ممن يسب الدين، أو يعتقد في القبور، فهل تجوز الصلاة مع هؤلاء الناس؟ وما حكم الصلاة معهم؟ ملحوظة: أنا لا أعرف هؤلاء الناس شخصيا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كان إمام الصلاة ليس من الذين يسبون الدين أو يعتقدون في القبور ما لا يجوز اعتقاده فلا مانع من الصلاة في هذا المسجد، بل الصلاة معه واجبة إذا لم يكن هناك مسجد آخر، وكون بعض جماعة المسجد يسبون الدين أو لديهم معتقدات فاسدة ليس من الأعذار المبيحة للتخلف عن الجماعة. وإن كان الإمام من الذين يفعلون ذلك، فإن من يسب الدين كافر والعياذ بالله، ولا تصح الصلاة خلف الكافر. قال في المجموع شرح المهذب: ولا تصح إمامة الكافر لأنه ليس من أهل الصلاة، فلا يجوز أن يعلق صلاته على صلاته. اهـ (4/142). وقال خليل : وبطلت باقتداء بمن بان كافرًا. ودليل كفر من يسب الدين قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[التوبة:65، 66]. وإن كان ممن يعتقد في القبور ما لا يجوز فهو فاسق مبتدع. وانظر حكم الصلاة خلفه في الفتوى رقم: 24537. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني