الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاة المحدث بلا عذر شرعي محرمة

السؤال

ما حكم الصلاة وأنا على جنابة؟ علماً بأني طالب في المدرسة، ومجبور على الصلاة، وما هي العقوبة المترتبة على هذا الفعل؟ وفقكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله تعالى حرم قربان الجنب الصلاة حتى يغتسل، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا [النساء:43]. وقال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا [المائدة:6].

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لـمسلم: لا تُقبل صلاة بغير طهور.

ويجب على المسلم أن يكون أخشى لله من المخلوق، وأسرع إلى إرضاء الله من إرضاء المخلوق، قال تعالى:أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [التوبة:13]. وقال عز من قائل: فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175].

وفي الحديث: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وَكَلَه الله إلى الناس. رواه الترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها، وصححه الألباني.

فعليك يا أخي أن تبادر بالطهارة من الجنابة حتى لا تقع في مثل هذا الحرج، واعلم أن صلاة المحدث بلا عذر شرعي محرمة للنهي عنها وغير مجزئة، فيجب قضاؤها والتوبة من الإقدام عليها.

وراجع الفتوى: 8333، والفتوى: 30190.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني