الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رد السلام بـ(عليك ماقلت) تشرع في حال دون حال

السؤال

ما حكم قول أحد من الناس لصاحبه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيرد صاحبه: وعليك السلام على ماقلت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كان الذي بدأ بالسلام مسلمًا فرد تحيته بهذا القول فيه مخالفة لما أمر به الله عز وجل ولهدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله تعالى أمر برد التحية بمثلها أو أحسن منها كما في الآية 86 من سورة النساء: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا. وقد بينَّ النبي صلى الله عليه وسلم في سنته القولية والعملية كيف يكون الرد.. وأقله أن يقول: "وعليكم السلام". والزيادة عليه بقول: "على ما قلت" في حق المسلم تعتبر بدعة، لما فيها من الزيادة على المشروع من السنة. أما إن كان بدأ بالسلام غير مسلم كالكتابي اليهودي أو النصراني فيشرع الرد بهذه العبارة أو الاقتصار بقول: "وعليك"، لما ثبت في الصحيحين والسنن والمسند، -وهذا حديث الترمذي - عن أنس رضي الله عنه أن يهوديًّا أتى على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال: السام عليكم. فرد عليه القوم. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: هل تدرون ما قال هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، سلَّم يا نبي الله. قال: لا. ولكنه قال كذا وكذا، رُدّوه. فردوه. قال: قلت: السام عليكم. قال: نعم. قال: نبي الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا: عليك ما قلت. قال: وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ[المجادلة:8]. قال الترمذي : حديث حسن صحيح. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني