الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المنهج الأمثل لطلب الفقه

السؤال

لقد بدأت طلب العلم منذ أشهر بعيدة، وقد جمعت كما هائلا من أقوال العلماء في منهجية طلب العلم، ومن موقعكم أيضا عدة فتاوى.
ما هي الكتب التي على طالب العلم المبتدئ أن يبدأ فيها؟
وقد كتبت وقررت ما سأقرأ في المرحلة الأولى من الكتب في جميع الفنون، في الحديث والتفسير والعقيدة والفقه، وعلوم الآلة من أصول الفقه، ومصطلح الحديث، وأصول التفسير واللغة العربية والسيرة والتراجم وغيرها. وبدأت القراءة، لكن بقي شيء يسير قد أشكل علي وهو: كتب الفقه فقد اخترت قراءة كتب فقه الدليل وهي: صفة الصلاة للألباني، والوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز، والفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، وشرح شروط الصلاة وواجباتها لمحمد بن عبد الوهاب، وثلاثة رسائل في الصيام والطهارة لمجموعة من العلماء. وهذا هو الفن الوحيد الذي لم أتبع فيه منهج العلماء، ولم أتبع فيه ما كتب في موقعكم، وأنتم تعلمون أن العلماء قالو إنه ينبغي لطالب العلم أن يبدأ بمتون فقه المذهب، ويضبط ويحفظ المتون؛ ليكون مؤصلا في الفقه، لكن ضيق وقتي في الوقت الحالي، وقلة النقود وغيرها من الأسباب، قد أجبرتني علي اختيار هذه الكتب، وقلت سأبدأ بمتون الفقه الحنبلي في المرحلة الثانية، عند انتهاء كتب المرحلة الأولى كاملة في جميع الفنون، وعندها ستكون لدي محصلة قوية من أقوال الفقهاء، والأدلة الشرعية من كتب الفقه والحديث، والتفسير التي أريد قراءتها وحفظها، فعندها سأعلم عند قراءة متون المذهب الحنبلي ما هو الراجح والمرجوح، وستكون لدي فوائد أخرى.
فأرشدوني هل ما سأفعله صحيح، ولا بأس أن أتبع المنهجية الصحيحة في الفقه في المرحلة الثانية، عند انتهاء المرحلة الأولى؛ لأنني أجبرت على هذا كما قلت لكم، أم إنني إذا فعلت هذا سيشوش علي، ولن أستطيع أن أكون مؤصلا في الفقه، وسيكون عندي تخليط، حتى لو اتبعت ما قاله العلماء في منهجية الفقه، واتبعتها في المرحلة الثانية؟
أرشدوني بارك الله لكم، خاصة أنني في هذه الأيام متفرغ لعدة من الأسابيع.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما زالت نصيحتنا المبذولة لمن أراد طلب الفقه، أن يلزم شيخا متقنا لمذهب من المذاهب المتبوعة، أو يبدأ بدراسة متون مذهب من خلال شروحه المعتمدة، والأمر لا يتطلب كثير مال، فإن متناً كدليل الطالب، متوفر ومبذول، وشروحه كذلك كثيرة، أو متناً كزاد المستقنع، مع الاستماع لشرحه للشيخ ابن عثيمين، أو غيره ممن عرفوا بإتقان المذهب، فهذا هو الطريق الأمثل الذي ينشئ فقيها، لا مجرد مثقف يعرف بعض الأقوال من هنا، وبعضها من هناك، ولا شك في أن ما ذكرته من التصانيف فيه خير -إن شاء الله- لكن من يريد طلب العلم، عليه أن يبدأ بداية صحيحة؛ لئلا يتشتت ذهنه، ويضيع منه الوقت في غير كبير طائل، ثم إن الترجيح بين الأقوال مرحلة متقدمة، لا يبلغها طالب العلم المبتدئ، حتى تحصل له الملكة بالدربة وكثرة المطالعة، والنظر في أقوال الفقهاء ومآخذهم وأدلتهم، وتلك مرحلة تالية لمرحلة الدراسة التأصيلية، فهذه نصيحتنا لك، وما عدا هذه الطريقة التي هي دراسة المتون مرتبة بادئا بالأخصر فما هو أبسط منه وهكذا، لن تفيدك إلا مجرد ثقافة عامة، ومعرفة ببعض المسائل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني