الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السعي في الكسب لإعفاف النفس لا يتنافى مع طلب العلم

السؤال

أنا شاب في سن الزواج لكن الزواج يحتاج إلى العمل لكسب المال، وبعد الزواج أريد العمل للإنفاق على الأهل، وأنا أريد طلب العلم الشرعي وأخشى على نفسي الفتنة، وأريد أن أجعل وقتي كله للعلم، لكن لا بد من الزواج لأعف نفسي، وأنا في حيرة بين العمل وكسب المال وأخشى إن تفرغت للعلم أن لا أقدر على الصبر دون زواج، وإن تفرغت للعمل تركت العلم، فماذا أفعل؟ وهل أترك العمل للعلم؟ أم أترك العلم للعمل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتعلم ما يجب تعلمه على الفور ليس بالعسير ولا بالشاق الذي يحتاج إلى تفرغ، وانظر لبيانه الفتوى رقم: 170405

وتحصيل المال للزواج وإعفاف النفس قربة يثاب عليها صاحبها، وقد تكفل الله تعالى بعون الناكح الذي يريد العفاف، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فالذي ننصحك به هو أن تجتهد في الكسب لإعفاف نفسك وكفايتها، وهذا لا يتنافى مع الاجتهاد في طلب العلم بحسب الطاقة، فكأي ممن طلب العلم وبرز فيه ونبغ مع اشتغاله بالتكسب لنفسه وعياله، فقط يحتاج الأمر منك إلى توكل على الله واستعانة به وموازنة بين المهام، وتنظيم للوقت بحيث لا تطغى وظيفة على أخرى، وتقليل لفضول الكلام والمخالطة، واجتهاد في دعاء الله تعالى، وإذا اطلع الله منك على الصدق في طلب العلوم والرغبة في إعفاف النفس، فإنه تعالى سيعينك على كلا الأمرين، ويوفقك لما فيه مصلحتك في دينك ودنياك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني