الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب تزوجه صلى الله عليه وسلم لصفية بنت حيي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت في برنامج على إحدى القنوات الفضائية وكان ضيف الحلقة الأستاذ/ جاسم المطوع مقدم البرامج الدينية في قناة اقرأ: أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة صفية لجمالها (حديث صحيح على حد قوله) أنا أعلم بالطبع أسباب زواج الرسول من السيدة صفية ولكن السبب الذي قاله الضيف في البرنامج أذهلني وقال أيضا إن السيدة عائشة كانت كلما رأت سيدة جميلة خشيت أن يراها الرسول الكريم فيتزوجها وسؤالي لسيادتكم عن صحة هذا الكلام ونصوص الأحاديث إن وجدت؟.
وجزاكم الله عنا كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الأصل أن يتزوج الرجل المرأة لدينها، فإذا انضاف إلى ذلك جمالها وخلقها كان ذلك نعمة عظيمة قلَّما تحصل، وهذا هو الحاصل من زواج النبي صلى الله عليه وسلم لأمنا صفية بنت حيي رضي الله عنها؛ ففي الصحيحين واللفظ للبخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قدمنا خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب، وقد قتل زوجها، وكانت عروسًا فاصطفاها النبي صلى الله عليه ولسلم لنفسه. وليس في هذا طعن في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من جنابه النبوي الشريف؛ لأنه كغيره من البشر تعجبه الأشياء الحسنة، كما ثبت أنه كان يحب الحلوى والعسل والطيب. وعليه فالرسول صلى الله عليه وسلم تزوج صفية رضي الله عنها لجمالها ولِحِكَمٍ أخرى مذكورة في غير هذا الحديث. وأما دوافع حبه صلى الله عليه وسلم للنساء فتمكن مراجعتها في الفتوى رقم: 25810. أما في ما يتعلق بغيرة أمنا عائشة رضي الله عنها، فهو أمر جبلت عليه النساء، خصوصًا عندما يكون الزوج ذا مكانة عليا كرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما صرحت به عائشة رضي الله عنها في سبب دواعي الغيرة عندها؛ ففي مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلاً قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع فقال: ما لك يا عائشة أغرت؟ فقلت: ومالي لا يغار مثلي على مثلك. ومن هذا يتبين أن ما قيل في تلك القناة قول صحيح. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني