الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أدعو الله لقضاء حاجة لي وعندما ألح في الدعاء أحس برقة في القلب وتدمع عياني وتكرر معي ذلك أكثر من مرة عندما أدعو لهذه الحاجة أن أسمع في المذياع الآية: (وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً) {11}الإسراء فهل هذا دليل أن أتوقف عن الدعاء بهذه الحاجة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنه لا يمكن أن يؤخذ من الحالة التي تقع لك أنك منهي أو غير منهي عن الدعاء بما تدعو به، فضابط ما يؤمر المسلم بفعله أو تركه هو الشرع، فما أمر به كان تحصيله مطلوبا، وما نهى عنه كان تركه مطلوبا، وما خُيِّر فيه كان الإنسان مخيرا فيه تركا وفعلا، والدعاء من أفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى، بل إنه "هو العبادة"، كما ورد في سنن الترمذي وأبي داود وابن ماجه من حديث النعمان بن بشير ، وفي رواية "الدعاء مخ العبادة" وقال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم قال بعض السلف: لأنا أشد خشية أن أحرم الدعاء من أن أحرم الإجابة، وكأنه أشار إلى حديث ابن عمر رفعه: من فتح له منكم باب من الدعاء فتحت له أبواب الرحمة . فانظر إلى ما تدعو به، فإن كان فيه إثم أو قطيعة، فاتركه، لأنه مما نهى الشارع عنه. روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يَدْعُ بإثم أو قطيعة رحم. وإن لم يكن كذلك، فلا تتركه، واعلم أن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، ولا يتوانى في السعي ليلبس على المسلم أمر دينه بمكره وكيده وشدة عداوته. قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6]. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني