الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أحسن الله إليكم.
أريد السؤال عن أمر غريب جدًّا، لكن أرجو أن أجد عندكم جوابًا نافعًا -بإذن الله-. مرة حرصت على أن أتقرب من امرأة بالحرام، لكنني لم أستطع، فجاءتني خاطرة في بالي تقول لي: اطلب من القرين الذي هو الشيطان أن يذهب ويوسوس إليها، ويقنعها بك، أو اطلب من قرينك من الجن أن يوسوس لقرينها من الجن حتى يوسوسوا لها، أو يسيطروا عليها، فتقبل أن تتقرب مني، فقلت حينها: يا شيطان، أعني على ذلك من دون الله، وأوصلني إلى حاجتي، ومنذ ذلك الحين وأنا مريض، ولا أستطيع التخلص من ذلك المرض، وأشعر أن الشيطان قد سيطر على قسم من قلبي، وأشعر أنني مشرك وساحر. شكرًا لكم، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما فعلته خطأ عظيم، وجرم جسيم، فلم يكن يجوز لك أن تحاول التوصل إلى تلك المرأة بما حرمه الله، ولم يكن يجوز لك طلب المعونة من الشيطان، وإذا كان هناك مع هذا السؤال من الشيطان عقيدة شركية؛ كأن كنت تعتقد أنه يقدر أن يعينك على ما لا يشاء الله حصوله، وأن مشيئته تسبق مشيئة الله تعالى، فهذا شرك بلا شك.

وأيًّا ما كان الأمر، فإن التوبة النصوح تمحو ما قبلها من الإثم، والله يقبل التوبة من التائب أيًّا كان ذنبه، كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. أخرجه ابن ماجه.

فتب إلى الله توبة نصوحًا، ولا تعد إلى هذا الذنب مرة أخرى، وثق بعفو الله عنك، وأحسن ظنك به، واستقم على شرعه، وأكثر من الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني