الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قصة النبي سليمان -عليه السلام-

السؤال

أريد أن أعرف قصة النبي سليمان (عليه السلام)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد وردت قصة سليمان -عليه السلام- في عدد من سور القرآن الكريم منها سورة الأنبياء والنمل وص. و سليمان عليه السلام من أنبياء الله العظام الذين تحدث عنهم القرآن الكريم، وكان ملكاً عظيماً وابن ملك ونبي عظيم هو داود عليه السلام، قال الله تعالى: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ [النمل:16]. وقال ابن كثير ورثه في النبوة والملك دون المال، لأن مال الأنبياء لا يورث وما تركوه صدقة، وقد خصه الله تعالى بأشياء قصها علينا القرآن الكريم، منها أن الله تعالى علمه منطق الطير... وملكه على الإنس والجن والطير... قال الله تعالى: وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ [النمل:17]. وقال تعالى: فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ* وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ* وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ* هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ* وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ [صّ]. عاش سليمان عليه السلام اثنين وخمسين سنة وكان ملكه أربعين سنة، نقله ابن كثير في قصص الأنبياء عن الزهري وغيره، وقال ابن جرير كان عمره نيفا وخمسين سنة. فلما حضر أجله أراد أن يعلم الإنس أن الجن لا تعلم الغيب، فقام يصلي متوكئا على عصاه فقبض ملك الموت روحه وهو على تلك الحالة، فمكث سنة على حاله يظنون أنه يصلي، قال الله تعالى: فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ [سـبأ:14]. ولا يتسع المقام لذكر أكثر من هذا، ونحيلك إلى قصته مفصلة في قصص الأنبياء لابن كثير. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني