الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تكرار الأذكار المقيدة بوقت في غير وقتها

السؤال

هل الذكر مثل حديث: "قل: اللهم فاطرَ السماوات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكه" قال: قُلْها إذا أصبحتَ، وإذا أمسيْتَ، وإذا أخذْتَ مضجعك"
يقال مرة واحدة، أم يمكن تكراره بشكل مفتوح؟
وبالنسبة لهذا الحيث هل شركه، بفتح الشين والراء، أم بكسر الشين وسكون الراء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا دعاءٌ عظيمٌ نافع، علَّمه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- عندما سأله أن يُرْشدَه إلى كلمات يقولوها كلَّ صباح ومساء.

فقد روى الترمذي وأبو داود وغيرُهما من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: أنَّ أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: "يَا رَسُولَ اللهِ! مُرْنِي بِكَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ. قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وشِرْكِهِ". وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: "وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ". قَالَ: "قُلْهَا إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجِعَكَ".
فيُستحبُّ للمسلم أن يقولَه في الصباح والمساء وعند النوم، وهو مشْتَملٌ على التعوُّذ بالله والالتجاء إليه، والاعتصام به سبحانه من الشرور كلِّها.

"وشِرْكه" بكسر الشين وإسكان الراء، أي : ما يدعو إليه من الشِّرك، ويُروَى بفتح الشين والراء "وشَرَكه" أي: حبائله.

وهذ الدعاء عده أهل العلم من أدعية طرفي النهار التي محلها الصباح الباكر من بعد صلاة الصبح إلى قبل طلوع الشمس، والمساء من بعد صلاة العصر إلى قبل الغروب، وكذلك يقال هذا الدعاء عند النوم، كما جاء تقييده في الحديث في هذه المواضع.

وهذا النوع من الأدعية والأذكار يعتبر من الأدعية والأذكار المقيدة، أي التي قيدت بزمان أو مكان، أو صفة أو عدد، فهذا النوع من الأدعية والأذكار يتقيد فيه الإنسان بما ورد من حيث الوقت والعدد والكيفية. وانظر شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.

وقد جعل الشيخ بكر أبوزيد -رحمه الله- في كتابه ( تصحيح الدعاء) هذا الدعاء من الأدعية المقيدة التي تقال مرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني