الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من خشي إساءة الظنّ به بسبب رؤيتهم له مع امرأة

السؤال

أنا شاب عمري ٣٠ عاما، وحدث بيني وبين زوجتي خلاف، وحتى لا يكبر الخلاف نزلت من المنزل، وكان الوقت متأخرا من الليل، وذهبت ومعي مفتاح المسجد، وجلست فيه.
وفي الساعة الثانية والنصف ليلا، خرجت من المسجد، فرأيت امرأة منتقبة ومعها ابنتها في حدود ٢٥ سنة، وبنت أخرى حدود ١٠ سنوات، فقال لي الغفير بجوار المسجد: أوصلهن، فقمت بذلك بالفعل، وبعدها بفترة فوجئت بأحد الشباب المصلين معي يتكلم معي، أن النساء هؤلاء غير منضبطات، وبعدها بفترة جاءني الغفير يتحدث معي بأنهن قمن بالنزول مرة أخرى، فشعرت بأنهم شكوا في أني على صلة بهن.
فماذا أفعل؟ وبماذا تنصحوني أن أقول لذلك الغفير والشاب؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا شعرت أنّ بعض الناس قد أساء الظنّ بك بسبب رؤيتهم لك مع المرأة وبنتها، فينبغي عليك أن تبين لهؤلاء الناس حقيقة ما حصل، حتى تزيل تلك الظنون السيئة، ففي صحيح مسلم عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مَعَ إِحْدَى نِسَائِهِ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَدَعَاهُ، فَجَاءَ، فَقَالَ: «يَا فُلَانُ هَذِهِ زَوْجَتِي فُلَانَةُ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ كُنْتُ أَظُنُّ بِهِ، فَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ»
قال النووي -رحمه الله- في شرحه على مسلم: وفيه استحباب التحرز من التعرض لسوء ظن الناس في الإنسان، وطلب السلامة، والاعتذار بالأعذار الصحيحة، وأنه متى فعل ما قد ينكر ظاهره مما هو حق، وقد يخفى، أن يبين حاله ليدفع ظن السوء. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني