الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصغائر قد تكون سبباً لهلاك الإنسان يوم القيامة

السؤال

السلام عليكم
هل حلق اللحية حرام أي أن الله خالقي والذي يعرف ما بنفسي يضعني في (النار)، النار كلمة ليست سهلة علشان حلقت اللحية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن حلق اللحية حرام قطعاً لأنه مخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما: قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين. وفي لفظ عند مسلم وأحمد في المسند: جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس. وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى مجوسياً أعفى شاربه وأحفى لحيته، قال له: من أمرك بهذا؟ فقال المجوسي: ربي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكن ربي أمرني أن أحفي شاربي وأعفي لحيتي. وغيرها من الأدلة الدالة على وجوب إعفاء اللحية. ونقول للسائل الكريم: لا تنظر إلى صغر المعصية؛ ولكن انظر إلى عظم من عصيت، ثم إن الإصرار على الصغائر وعدم التوبة منها يصيرها كبائر، والصغائر قد تكون سبباً لهلاك الإنسان يوم القيامة، وصدق من قال: لا تحقرن صغيرة === إن الجبال من الحصى وقد روى الإمام أحمد والطبراني وغيرهما من حديث سهل بن سعد مرفوعاً: إياكم ومحقَّرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ، فجاء ذا بعودٍ وجاء ذا بعودٍ حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه. وعند النسائي وابن ماجه من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالباً. وصححه ابن حبان. فإياك أخي السائل أن تستصغر هذا الذنب "حلق اللحية" واعلم أنه ذنب، وإن كان صغيراً، وأن الله يكره جميع الذنوب صغيرها وكبيرها. وإذا كان الله عز وجل قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعفي لحيته كما في الحديث السابق فكيف بنا نحن ؟! وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني