الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المساهمة في تصميم نظام تكييف مكان مخصص لشرب الخمر

السؤال

كنت قد سألت من قبل عن إذا ما كان يجوز أن أصمم نظام تكييف لبار، في الشركة التي أعمل فيها -شركة تصميم هندسي- وأجبتم بأنه لا يجوز.
كنت قد بدأت بالعمل على المشروع، ومن ثم قلت لمديري إني سوف أتوقف عن العمل، فقال لي بعد نقاش أن أنهي ما بدأته من حسابات، وبعد ذلك أتوقف. وقد قمت بإتمام الحسابات التي بدأت بها.
السؤال: هل أنا الآن ضمن الملعونين من الذين عاونوا على تسهيل أمور الخمر؟ وهل من كفارة؟ وهل يجب أن أتبرع بقيمة الأيام التي عملت بها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز العمل في تصميم نظام تكييف مكان مخصص لشرب الخمر؛ لما في ذلك من إقرار المنكر، والإعانة على الإثم.

والأجرة المأخوذة على خصوص هذا العمل، ينبغي التخلص منها بإنفاقها في أبواب الخير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل إذا حرم أكل شيء، حرم ثمنه. رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني.

قال الشيخ ابن عثيمين: كل حرام فأخذ العوض عنه حرام، سواء ببيع، أو بإجارة، أو غير ذلك. اهـ.

وأما السؤال عن الدخول ضمن الملعونين بسبب الإعانة على شرب الخمر، فلا يحصل مع الجهل بحرمة هذا العمل، أو مع العلم بها ثم حصول التوبة منه؛ فإن من تاب تاب الله عليه، حتى ولو بقي شيء من أثر ذلك العمل، قال صاحب (مراقي السعود):

من تاب بعد أن تعاطى السببا فقد أتى بما عليه وجبا.

وإن بقي فساده، كمن رجع عن بث بدعة عليها يُتبع.

وانظر للفائدة، الفتوى رقم: 142149.

ولذلك، فإن على السائل أن يتوب مما قام به من إتمام العمل في تصميم تكييف مكان شرب الخمر؛ فإنه لم يكن له أن يتمه بعد العلم بحرمة هذا العمل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني