الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغضب صفة ثابتة لله تعالى بغير تأويل

السؤال

أريد أن أعرف المزيد عن غضب الله عز وجل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد جاء في شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي عند قول الطحاوي رحمه الله: والله يغضب ويرضى لا كأحد من الورى. ما نصه: قال الله تعالى: رضي الله عنهم، لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ [الفتح:18]، وقال الله تعالى: مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ [المائدة:60]، : وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ [النساء:93]، : وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ [البقرة:61]، ونظائر ذلك كثيرة، ومذهب السلف وسائر الأئمة إثبات صفة الغضب، والرضا والعداوة والولاية والحب والبغض، ونحو ذلك من الصفات التي ورد بها الكتاب والسنة، ومنع التأويل الذي يصرفها عن حقائقها اللائقة بالله تعالى، كما يقولون مثل ذلك في السمع والبصر والكلام وسائر الصفات. انتهى. وقد بين الله عز وجل في كتابه أنه يغضب على العاصين من الكفار والمنافقين ونحوهم، وجاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: من لم يسأل الله يغضب عليه. رواه الترمذي، وحسنه الألباني، قال في تحفة الأحوذي: لأن ترك السؤال تكبر واستغناء، وهذا لا يجوز للعبد، ونعم ما قيل: الله يغضب إن تركت سؤاله === وترى ابن آدم حين يُسأل يغضب . انتهى. وقد غضب الله على اليهود لما علموا ولم يعملوا بعلمهم، فقال تعالى: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]. وفي سنن أبي داود عن الشريد بن سويد قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا، وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري، واتكأت على ألية يدي، فقال: أتقعد قعدة المغضوب عليهم. ، صححه الألباني. قال في عون المعبود: قال الطيبي: والمراد بالمغضوب عليهم اليهود. انتهى. وقال تعالى في شأن الزوجة الزانية التي يلاعنها زوجها: وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ [النور:9]، ووجه غضب الله عليها هنا أنها كتمت الحق وهي موقنة به، وهذا مما يستوجب غضب الله تعالى، وهناك أمثلة كثيرة في القرآن والسنة، يمكن الرجوع إليها عن طريق تتبع الآيات التي تكلمت عن غضب الله تعالى، علماً بأن العبد إذا فعل ما يوجب غضب الله تعالى ثم تاب، فإن الله يتوب عليه، قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [الشورى:25]. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني