الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب بر الأم ولو لم يحبها الولد

السؤال

الرجاء الإفادة في أمر مهم بالنسبة لي، وهو: أنا شاب عندي 28 عاما، متزوج، وعندي طفلان.
وقصتي هي: والدي قد توفي وعمري 4 سنوات، وأمي هي من قامت بتربيتي، ورفضت الزواج. ولكن عندما أصبحت في عمر التاسعة، رأيت ما لم أتخيله، وهو أن أمي كانت تصاحب الرجال في علاقات محرمة. وهذا ما سبب لي مشاكل، وعقدا نفسية، لكن الأم الآن لم ترجع إلى هذه الأمور، وعادت علاقتي بها، لكن أستطيع أن أنسى ما حدث، وأنها كانت تفعل مثل هذه المحرمات، وخيانة أبي المتوفى.
وسؤالي هنا: ما هو التصرف الشرعي في مثل هذا الأمر: كيف أتعامل معها وأنا تأتيني أوقات لا أريد أن أراها، إضافة لذلك أن الجيران كانوا على علم بذلك؛ مما يسبب لي الإحساس بالعار عندما أنظر إليهم، لدرجة أني فكرت مرارا في أن أهاجر عن البلد الذي أقيم فيه، بسبب هذا الأمر.
رجاء الإفادة كيف أتصرف تجاهها؟ وما حكم شرع الله في هذا الأمر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دامت أمّك تابت إلى الله من فعل الحرام، فعليك أن تضرب صفحاً عما مضى، فإنّ التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وإذا كنت تجد عليها في نفسك، ولا تقدر على محبتها بسبب الأفعال الماضية، فهذا لا مؤاخذة عليه، بشرط ألا يحملك على عقوقها.

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: نعم، الأمر كما قالت السائلة أن الإنسان لا يملك الحب أو البغض، فهو أمر يضعه الله تعالى في القلب. لكن الإنسان يجب عليه ألا يتأثر بهذا الحب، إلا بمقدار الحكم الشرعي. اهـ.
وعليه؛ فإنّ الواجب عليك أن تبر أمك وتحسن صحبتها مهما كان حالها، فحقّ الأمّ على ولدها عظيم، وانظر الفتوى رقم: 103139.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني