الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم زواج الفتاة ليس من باب "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"

السؤال

ما هو التفسير الدقيق للآية الكريمة (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)... أقصد هل صحيح أنه إذا لم يكتب لفتاة أن تتزوج فذلك لأن الله يعلم أنها غير قادرة على أعباء الزواج فلم يكتبه لها، وهكذا قياسا على كل شيء؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن معنى الآية أن الله تعالى لا يحمل الإنسان من الأعمال فوق طاقته ولا يكلفه بما لا يستطيع أن يقوم به، مثال ذلك أن الصلاة لا تصح بدون توافر شروطها والإتيان بأركانها، فإذا عجز المكلف عن الشروط أو الأركان أو عن بعضها فالله عز وجل لا يكلفه بما عجز عنه ولم يستطعه. وأما عدم زواج الفتاة فليس من هذا الباب، وإنما هو من تقسيم الله تعالى للأرزاق، وله سبحانه وتعالى هبة ما شاء لمن شاء، وكل ما يحصل واقع بقضائه وقدرته، وهو أعلم بمصالح العباد وعلى المسلم أن يرضى بما قدر الله له، وأن يقول دائماً الدعاء المأثور: اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي في ما تحب، وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا لي في ما تحب. رواه الترمذي ورواته ثقات إلا سفيان بن وكيع متكلم فيه، وقد تعضد برواية ابن المبارك في الزهد وابن أبي شيبة له بسند آخر. فعلى الفتاة إذا أكرمها الله بالزواج أن تقوم بأمر الله في الزواج وتتحمل مسؤولية البيت وتربية الأبناء، وإذا لم يقدر لها ذلك فعليها توظيف فراغها في خدمة والديها وفي تعلم القرآن والحديث. وعليها أن تحرص على ما ينفعها وتستعين بالله وتكثر دعاءه وسؤاله زوجاً صالحاً، ولا بأس في أن تعرض نفسها -بواسطة وليها أو غيره- على من ترتضي دينه وأخلاقه من الرجال ليتزوجها، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 9990، والفتوى رقم: 10103. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني