الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من يقدم نصائح طبية مخالفة للأحكام الشرعية

السؤال

أود أن أستفسر من حضرتكم ولي الشرف أن أتواصل معكم، وأسأل الله تعالى العلي العظيم أن يجعله في ميزان حسناتكم لما تقدمونه من خير. أعرف دكتورا له برنامج إذاعي متخصص في علم الجنس والنفس. في بعض الأحيان يعطي نصائح تخالف الدين القيم؛ مثلا أن الشذوذ الجنسي طبيعي، أو أن العلاقة الجنسية في فترة الحيض ليس لها ضرر، مما اضطرني أن أراسله، وأن أزوره في عيادته، وأنصحه بما أعرف، لكنه أخبرني أنه ليس بمتخصص بدين، وهو طبيب ينصح بما يقوله العلم فقط. فما هو حكم الشرع في ذلك؟ وهل يجوز ما يفعله هذا الأخ؟ مع أنه شخص متخلق، لكنه يجهل أمورا في الدين، وهل صحيح أنه هناك فرق بين العمل والدين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فللوقوف على رد علمي طبي مختصر على نفي الضرر عن وطء الزوجة أثناء الحيض، يمكنك الاطلاع على بحث: (الإعجاز القرآني في أحكام الحيض والاستحاضة) للدكتور/ محمد عبداللطيف سعد. وتجده على موقع الهيئة العالمية للإعجاز.

وانظر على موقعنا أيضا: http://www.islamweb.net/ar/article/29110/

هذا من الناحية الطبية المحضة، وأما المسلم فحسبه نصوص الشرع الحنيف، ووصف الحيض بكونه أذى، والأمر الجازم باعتزال النساء في المحيض، والنهي عن قربانهن حتى يطهرن.
وأما وصف الشذوذ الجنسي بأنه طبيعي!! فبطلانه لا يخفى على منصف، ويكفي فيه مجرد حكايته. وما ذلك إلا أثرا من آثار اتباع سبيل المجرمين، الذين وصل بهم السخف والبهيمية إلى شرعنة التحرر الجنسي المطلق، حتى ولو كان مع الحيوانات. وصدق ربنا سبحانه إذ قال: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا [الفرقان: 44]. فما شأننا وأمثال هؤلاء؟ والإسلام لم يحرم الشذوذ فحسب، بل حرم إتيان الشهوة الطبيعية مع النساء أنفسهن، إلا في ظل رابطة الزواج الشرعي. فالزنا عندنا محرم، وإن كان في موضع موافق للفطرة، ومع ذلك فهو كما قال الله تعالى: إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا [الإسراء: 32] فبماذا يوصف الشذوذ؟

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني