الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

امتناع المرأة عن فراش زوجها لتركه الصلاة وغسل الجنابة

السؤال

أنا متزوجة حديثا، ورأيت زوجي لا يصلي، وإذا صلى ففي الشهر خمس أو ست مرات.
وبعد الجماع لا يغتسل، وأحيانا يبقى ليوم ونصف يوم بدون غسل من الجنابة. ونصحته كثيرا، وأحيانا لا أتكلم معه لهذا السبب. وتشاجرنا كثيرا حول هذا الموضوع.
يأتي لطلب الجماع، وهو لم يغتسل من جماع اليوم الماضي؛ فأمتنع لاشمئزازي الشديد منه، فنتشاجر. وقد كرر فعله هذا كثيرا.
هل علي ذنب بسبب امتناعي؟ وماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتفريط الزوج في الصلاة، وتركه لها أحيانا، منكر عظيم، وإثم مبين، وقد جاءت كثير من نصوص الذم والوعيد في حق من يفرط في الصلاة، ويخرجها عن وقتها لغير عذر؛ فراجعي الفتوى رقم: 355606.

وقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى في حكم تأخير غسل الجنابة، وهي برقم: 139338.

وقد أحسنت بنصحك لزوجك، ونوصيك بالاستمرار في نصحه بأسلوب طيب، وتسليط بعض المقربين إليه عند الحاجة لذلك، هذا مع الدعاء له بأن يصلح الله حاله، ويتوب عليه.

فإن تاب إلى الله عز وجل وأناب؛ فالحمد لله، وإلا ففارقيه بطلاق أو خلع، فلا خير لك في البقاء في عصمة مثله.

قال البهوتي الحنبلي: وإذا ترك الزوج حقاً لله تعالى، فالمرأة في ذلك مثله، فيستحب لها أن تختلع منه؛ لتركه حقوق الله تعالى. اهـ.
وليس لك الامتناع عن إجابته إلى الفراش لمجرد تقززك بسبب كونه لا يغتسل غسل الجنابة، فليس هذا في حد ذاته عذرا شرعيا ما لم تخشي من ذلك ضررا حقيقيا، وراجعي الفتوى رقم: 158051.

وننبه إلى حسن الاختيار عند الإقدام على الزواج، وأنه ينبغي تحري صاحب الدين والخلق، بمعرفة من يعرفونه من ثقات الناس. وكذا الاستخارة في أمر الزواج منه، وتراجع في الاستخارة الفتوى رقم: 19333، ورقم: 3145.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني