الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ترك العمل في إحدى الشركات هل له العمل مع عملائها لحسابه؟

السؤال

أنا أعمل مصمم جرافيك من المنزل لشركة في دولة عربية، وتركتها بسبب تأخير المرتبات، والخصومات، والتعامل غير المحترم، ولم أحصل على جميع مستحقاتي، ولديّ علاقة طيبة بأحد عملاء هذه الشركة، فهل يجوز أن أنافس الشركة في هذا العميل، وتقديم عروض، وشغل له لحسابي الخاص؟ مع العلم أن النية ليست الانتقام من الشركة، بل سبيل لامتلاك العميل، ومشاريعه، والرزق أيضًا، وما حكمهم في تأخير مستحقاتي بطرق عمدية؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما تأخير أجرة العامل، ومماطلته في حقه، فهذا من الظلم المحرم؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

والمقصود بالأمر بإعطاء الأجير حقه قبل جفاف عرقه في الحديث، إنما هو أمر بالمبادرة بوفائه، قال المناوي في فيض القدير: فالأمر بإعطائه قبل جفاف عرقه إنما هو كناية عن وجوب المبادرة عقب فراغ العمل إذا طلب، وإن لم يعرق، أو عرق وجف. اهـ.

وأما تركك للشركة، والعمل بنفسك في ذلك المجال؛ سواء مع عملاء الشركة، أم غيرهم؛ فلا حرج في ذلك، إن رضوا بالتعامل معك, ولم يكن تعاملك معهم من باب البيع على بيع أخيك، أو الإجارة على إجارة أخيك، وانظر الفتوى: 355294.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني