الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قطْع العبد بقبول التوبة المستكملة الشروط

السؤال

إذا تبت صادقًا، وأتيت بشروطها، فهل من حسن الظن بالله أن أتيقن أنه يقبل مني توبتي، أم الخوف من عدم القبول محمود حينئذ؟ كما استدل النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة -رضي الله عنها- بقول الله: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة)، أم لا بد أن نرى هل كان منا تقصير أو لا، فإن كان تقصير، فنخاف من عدم القبول، وإن لم نكن، فنتيقن بالقبول، ولا نخاف؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فها هنا أمران:

أحدهما: هل قبول التوبة الصادقة قطعي أو ظني؟ هذا محل خلاف بين العلماء، والصحيح -إن شاء الله- أن التوبة متى صحت، فقبولها قطعي، وانظر الفتوى: 188067.

والأمر الثاني: متعلق بالعبد، فإنه لا يقطع بأن توبته قد استكملت شروطها؛ إذ قد تكون داخلته بعض الآفات المانعة من قبول التوبة من حيث لا يشعر، فهو من هذه الجهة خائف ألا تقبل توبته، وهو مع هذا محسن الظن بربه تعالى، فيجمع في طريق سيره إلى ربه بين الخوف والرجاء، خوفه ألا يكون وفَّى العمل حقه، ورجاؤه في فضل ربه، وسعة جوده، ورحمته.

فمن جمع بين هذين، رجيت له النجاة، وكان محلًّا لنيل رحمة الله تعالى، التي وسعت كل شيء، ولتنظر الفتوى: 385906.

وفي مدارج السالكين لابن القيم -رحمه الله- كلام حسن طويل عن أسرار التوبة، وعلامات قبولها، والآفات التي قد تدخل عليها، فلينظر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني