الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لقد ظُلمت عندما كنت صغيرة من قريب لي، فبدأت أدعو عليه منذ سنين، ولم أسامحه، ولن أسامحه؛ فأنا أنتظر الانتقام من الله لي منه، وفي يوم بدأت تراودني أفكار أنني سامحت ذلك الشخص؛ لأنني شعرت بالحزن عليه في أمر ما في ذلك اليوم، ولكني لا أريد مسامحته؛ فأنا مهمومة بسبب هذه المشكلة، فهل يحتسب لي أني سامحته، أم إنها كانت مجرد أفكار ووساوس لم أتلفظ بها، فلا تحتسب، وأستطيع أن أدعو عليه؟ وهل عليّ إثم إن دعوت عليه الآن؟ جزاكم الله خيرًا، وفرج عنا وعنكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الدعاء على الظالم يجوز بقدر مظلمته، ولا يجوز الاعتداء عليه في الدعاء بأن يدعى عليه بأكثر من ظلامته.

وما دمت لم تسامحيه، فلا حرج عليك في الدعاء عليه بالضابط المذكور، ولا تؤثر تلك الخواطر التي عرضت لك في المنع من ذلك.

بيد أن ما ننصحك به، وندلك عليه هو العفو، والصفح؛ فإن أجره أعظم، وعاقبته أحلى، قال الله: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى:40}، وقال: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى {البقرة:237}، وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم: وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا.

فإذا كنت تريدين عز الدنيا، ورفعة الآخرة، فالعفو والصفح سبيل ذلك، وهو أيضًا سبيل مغفرة الله لك.

فإن كنت تحبين عفو الله عنك، ومغفرته لك، فبادري بالعفو عمن أساء إليك، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {النور:22}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني