الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مطالبة الولد بحقه هل هي من العقوق لوالديه؟

السؤال

أبي يمتلك قطعة أرض باسمه، وأراد أن يبني عليها بيتًا له، ولم يكن يملك مالًا للبناء، فتحدث معي هو ووالدتي لبناء بيت مع بداية سفري للسعودية عام 2011 م، وتحدثت مع والدتي بخصوص المال الذي سأضعه في بناء البيت، وأني أخاف على حقي فيما بعد، فقالت لي: البيت بيتك، علمًا أن لديّ ثلاث أخوات فقط، ومع مرور الوقت أرسلت لهم المال دفعة من عندي، ودفعة من عندهم، وبدأ ببناء البيت: الأساس، ثم الدور الأول، ثم الثاني، وفي كل مرحلة من مراحل البيت كنت أدفع من عندي المال، ويدفعون من عندهم.
أبي يسكن في الدور الأول، وأنا أسكن في الدور الثاني، وإجمالي ما دفعته في البيت يوازي 70 ألف ريال أو يزيد -ما يقارب ثلثي قيمة البيت-، لمدة سبع سنوات في الغربة، حتى وصلنا لسنة 2018م، وحدثت مشادة بين أمّي وزوجتي، فأمّي تريد من زوجتي أن تجلس عندها في الدور الأول، وتقوم بأمور البيت -من نظافة وطبخ-، وقالت زوجتي لها: أنا أساعدك فقط، ولست ملزمة بفعل ذلك كل يوم؛ لأن عندي أولادًا، ولهم متطلباتهم، فقام أبي وأمي وأخواتي، وقال لها أبي: هذا بيتي، وأنتم مستأجرون عندي، وقام بطردها من البيت هي وطفليها الاثنين، وذهبت إلى بيت أهلها، وحصل سباب وشتائم من أخواتي لزوجتي ولي، وأخواتي تحدثن معي، وقلن: أنت دافع في البيت، ولك حق عندما يباع البيت، أو يحصل ميراث، فتأخذ المبلغ الذي دفعته فقط، فقلت لهن: لقد دفعت هذا المبلغ من 2011، ولو اشتريت به أي شيء من أرض أو بيت لكان المبلغ زاد أضعافًا، فكيف آخذ ما دفعته فقط!؟ علمًا أني آتي في الإجازة لمدة شهر واحد في السنة، ونزلت إجازة لأحلّ الموضوع، وأتيت بعمي وأبيها، وحلّ الموضوع بأنّ كل واحد في شقته، وانتهى الأمر، فهل يجوز ما فعلته لأبي وأمي؟ وهل لي أن أطالب بكتابة حقي في البيت، أم إن مطالبتي بحقي تعتبر عقوقًا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمطالبتك بحقك ليست من العقوق لوالديك، قال الصنعاني -رحمه الله- في سبل السلام: ...وكذلك لو كان مثلًا على أبوين دَين للولد، أو حق شرعي؛ فرافعه إلى الحاكم، فلا يكون ذلك عقوقًا. اهـ.

لكن عليك أن تبر والديك، وتحسن صحبتهما؛ فإنّ حقهما عليك عظيم، وبرهما من أفضل القربات، ومن أوسع الأبواب الموصلة لرضوان الله، ومن أسباب التوفيق، والفلاح في الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني