الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسؤولية تجاه الأولاد

السؤال

أختي كانت ترتدي خمارا لا يصف، وخلعته، وارتدت طرحة.
ما هي مسؤولية الوالدين وإخوتها تجاهها، مع العلم أنها تعرف صفات الحجاب الشرعي، ولديها النية في ارتداء النقاب. فما السبيل لنصحها وما مسؤوليتنا تجاهها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان ما أسميته بالطرحة يقوم مقام الخمار، بحيث تستر ما يجب ستره، فلا حرج عليها في لبسها، فلباس المرأة المسلمة له ضوابطه الشرعية. فإن تحققت هذه الضوابط في أي لباس، فإنه يكفي ويجزيء، وانظر الفتوى: 6745.

وإن اختل في هذه الطرحة شيء من هذه الضوابط، فلا يجوز لها لبسها، وينبغي أن تنصح، ويبين لها خطأ ما فعلت، وأنها استبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير، فالدين النصيحة، ولكن لتتحروا في النصح الرفق واللين، فذلك أجدى وأنفع وأرجى لأن يؤتي ثمرته، روى البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها- زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عائشة؛ إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه. وفي صحيح مسلم عنها -رضي الله عنها- أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه.

فإن انتفعت بالنصح والتزمت بالشرع فبها، وإلا فيمكن هجرها إن رجوتم أن ينفعها الهجر، وراجع الفتوى: 134761.

وعلى وليها خاصة أن يكون حازما معها، فيلزمها بالستر؛ لأنها أمانة عنده، وهو مسؤول عنها أمام الله عز وجل يوم القيامة، قال الله سبحانه: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ {النساء:11}.

قال السعدي في تفسيره: أي: أولادكم -يا معشر الوالِدِين- عندكم ودائع، قد وصاكم الله عليهم، لتقوموا بمصالحهم الدينية والدنيوية، فتعلمونهم وتؤدبونهم، وتكفونهم عن المفاسد، وتأمرونهم بطاعة الله وملازمة التقوى على الدوام؛ كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم:6}. فالأولاد عند والديهم موصى بهم، فإما أن يقوموا بتلك الوصية، وإما أن يضيعوها فيستحقوا بذلك الوعيد والعقاب. اهـ.

وثبت في الصحيحين عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع ومسؤول عن رعيته، والإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته.... الحديث.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني