الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خلق الله الجان قبل الإنسان

السؤال

ما الدليل على وجود الجن قبل الإنس بـ 2000 عام، وأنهم طغوا وحوربوا وسكنوا الجزر؟ وما سبب
اتفاق العلماء على أن أعقل الجن لا يتجاوز تفكيره تفكير أو عقل صبي بسن 10 سنوات من الإنس،
وأن ذلك سبب عدم تقدمهم علينا وعدم قدرتهم على تعمير الأرض؟ أرجو توضيح الأحاديث أو الآيات الدالة على ذلك...؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد جاء في بعض الآثار أن الجن كانوا في الأرض قبل آدم بألفي عام، كما في الفتوى رقم: 17360. أما الاتفاق الذي ذكرت، فلم نعثر على من قال به، بل إن النصوص الشرعية تدل على خلافه، فإن الجن يوجد فيهم من له فهم لا يقل عن أفهام بعض الإنس، ومن الأدلة على ذلك ما يلي: 1- سماعهم للقرآن وفهمهم له وتعجبهم من فصاحة لفظه وجودة معناه، فقال تعالى في سورة الجن حكاية عنهم: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً* يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً [الجـن:1-2]. وقوله تعالى في سورة الأحقاف: وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ [الاحقاف:29]، إلى آخر الآيات. 2- ردهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قرأ عليهم سورة الرحمن، ففي سنن الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا، فقال لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردوداً منكم، كنت كلما أتيت على قوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد. ولم نقف على دليل يفيد أن الله تعالى أمر الجن بإعمار الأرض وأنهم عجزوا عن ذلك، وينبغي للمسلم أن يشتغل بما يعنيه، وأن لا يتكلم في أمور الغيب إلا بدليل صحيح يُعتمد عليه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني