الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: أنت في أمان الله وأمانِي أنا

السؤال

هل يجوز بأن أقول لشخص: "أنت في أمان الله وأمانِي أنا " ولم يكن بينهما عطفٌ بـ (ثم)؟ وهل هو الأفضل بأن أقول (ثم) لأنه من باب التأدب مع الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الصواب هو قولُ "أنت في أمان الله ثم أمانِي أنا" بالإتيان بـ"ثمّ"

جاء في كتاب المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد: وفي معنى هذا الشرك المنهي عنه قولُ من لا يتوقَّى الشرك: أنا بالله وبك، وأنا في حسب الله وحسبك، وما لي إلاّ الله وأنت، وأنا متوكل على الله وعليك، وهذا من الله ومنك، والله لي في السماء وأنت لي في الأرض، والله وحياتك، وأمثال هذا من الألفاظ التي يجعل فيها قائلها المخلوق نداً للخالق، وهي أشد منعاً وقبحاً من قوله: ما شاء الله وشئت. فأما إذا قال: أنا بالله ثم بك، وما شاء الله ثم شئت؛ فلا بأس بذلك، كما في حديث الثلاثة: ((لا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك)) وكما في الحديث المتقدم الإذن أن يُقال: ما شاء الله ثم شاء فلان. انتهى

وفي شرح السنة للبغوي: وفيه تعليم الأدب في المنطق، وكراهية الجمع بين اسم الله تعالى واسم غيره تحت حرفي الكناية، لأنه يتضمن نوعا من التسوية، وقد روي عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، وقولوا: ما شاء الله، ثم شاء فلان. انتهى

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني