الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية رد الحقوق التي تنتقص من كرامة الأشخاص

السؤال

إذا كنت قد اقترفت شيئا من حقوق الغير، أو ممتلكاته دون علمهم، وأرجو أن يتوب الله عليَّ، وأطلب رضا الله ومغفرته. فقطعا سأقوم بمصارحتهم، ورد الحقوق والمظالم لأصحابها.
ولكن إذا كانت هناك حقوق أخرى تمس شيئا من كرامة الشخص وشرفه، قد تخدش الحياء، فلا يمكن أن أصارحه بها، وإذا صارحته بها فستكون المفسدة والقطيعة أكبر. وفِي نفس الوقت أريد أن يسامحني هذا الشخص فيها، وأن يغفر الله لي، ويتوب عليَّ. فهل يجوز لي أن أعمل أعمالا صالحة من صدقة ودعاء وغيرها أنوي أن يكون ثوابها لهذا الشخص؛ حتى تكون في ميزان حسناته، ولكي لا يطالبني في الآخرة بِمَا له عندي من تلك الحقوق التي تمس كرامته وشرفه.
أرجو الإفادة. جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فبالنسبة لتلك الحقوق المشار إليها، فإنه يكفيك عند كثير من أهل العلم أن تستغفر لهذا الشخص، وتدعو له بخير، وتذكره بخير حيث ذكرته بِشَرٍّ، ولا يلزمك استحلاله لما يترتب على ذلك من المفسدة، وانظر الفتوى: 171183.

وأما هبة ثواب القرب له، فإن كان ميتا نفعه ذلك، وإن كان حيًّا ففي انتفاعه بذلك خلاف، ومعتمد مذهب الحنابلة أنه ينتفع بذلك، وانظر الفتوى: 127127، فإن قلد من يرى هذا الرأي فلا حرج، وإن اقتصر على الدعاء، والاستغفار له، وذكره بخير ما أمكن، فهو حسن، تبرأ به الذمة -إن شاء الله-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني