الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طرد الزوج من البيت للهوه وعدم اهتمامه

السؤال

ما حكم طرد الزوج من المنزل؛ لعدم مبالاته، وسهره الدائم على الحاسب، ولعبه الدائم على لعبة البوبجي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا البيت ملكا للزوجة، فلها التصرف فيه بما تشاء، فيجوز لها أن تمنع زوجها من السكنى فيه، وأما إن كان ملكا لزوجها، فليس لها أن تمنعه من البقاء فيه سواء كان أمره مستقيما وحاله صالحا، أم كان على ما ذكر من عدم المبالاة وغيرها.

ولا شك في أنه مسيء بذلك، ومضيع للأوقات فيما لا يعود عليه بالنفع في دينه أو دنياه، بل قد تكون عاقبتها الندامة، روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. وجاء في الأثر عن عمر -رضي الله عنه- قال: إني أكره الرجل أن أراه يمشي سبهللا. أي : لا في أمر الدنيا، ولا في أمر آخرة.
وفي كتاب الزهد للإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: إني لأبغض الرجل فارغا لا في عمل دنيا، ولا في عمل الآخرة. وللمزيد فيما يتعلق بخطورة إضاعة الأوقات، نرجو مراجعة الفتوى: 385198.

فينبغي لزوجته أو غيرها ممن اطلع منه على ذلك، أن ينصحه بالحكمة والموعظة الحسنة، وتشحذ همته إلى معالي الأمور وما فيه منافع المعاش والمعاد، ويمكن الاستفادة من الفتوى: 385198.

ولعلها إذا اجتهدت في نصحه، وأخلصت في ذلك، وتوجهت إلى الله سبحانه بالدعاء، أن يصلحه الله، فتكون سببا في سوق الخير لزوجها، والدال على الخير كفاعله.

وإن ترتب على تصرفاته هذه منعها حقا لها، فلها مطالبته بهذا الحق، فإن لم يستجب، فيمكنها أن ترفع الأمر إلى المحكمة الشرعية؛ لتزيل عنها الضرر بإلزامه بأداء هذا الحق إليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني