الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأولى أن يصرف أموال أولاده القصر في مصلحتهم

السؤال

توفيت زوجتي وتركت ثلاث بنات يقمن معي وتركت معاشاً لأولادي وأنا وصي عليهم، فهل لي الحق فى التصرف فى هذا المعاش، مثل أن أحتفظ به لأحج أو أعمل عمرة أو أتزوج به، وإذا تزوجت هل يحق لي أن أشتري هدية من هذا المعاش لزوجتي، علما بأن أولادي يعيشون عيشة كريمة من مالي الخاص؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كان هؤلاء البنات هن بناتك من زوجتك المتوفاة، وكان المعاش حقهن من تركة أمهن، فالأمر بالنسبة لك أهون لأنه ثبت في الأحاديث الصحيحة جواز تصرف الوالد في مال ولده، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: أنت ومالك لأبيك. رواه أحمد بإسناد حسن، وفي رواية له أتم، أن أعرابياً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبي يريد أن يجتاح مالي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أنت ومالك لوالدك، إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أموال أولادكم من كسبكم فكلوه هنيئاً. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه بإسناد صحيح. ولكن ينبغي للأب أن لا يتوسع في التصرف في مال أولاده لغير صالحهم، فلا نرى لك أن تحج أو تعتمر أو تتزوج أو تهدي لزوجتك من مال هؤلاء القُصَّر وإن كانوا أولادك، وما دمت ميسور الحال فليكن ذلك من مالك الخالص، فإن لم يكن لك مال خاص يفي بذلك فأنت غير مكلف به. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني