الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شروط كون النصارى مسلمين قبل بعثة النبي محمد

السؤال

هل يجوز تسمية النصارى الذين كانوا على عقيدة موحدة (قبل محمد صلى الله عليه وسلم) بالمسلمين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فمن كان من النصارى قبل بعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- موحدا لله تعالى، لا يدعي له الزوجة ولا الولد، وكان مؤمنا بعيسى -عليه الصلاة والسلام- وبما جاء به من عند الله، فلا شك أنه مسلمٌ، ويوصف بأنه مسلم، وقد أقرهم الله تعالى في كتابه على ما حكوه عن أنفسهم أنهم كانوا مسلمين قبل البعثة، وأخبرهم أن لهم أجرا على ذلك؛ كما في سورة القصص: وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ {القصص:53}.

قال ابن كثير في تفسيره: إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ، يَعْنِي مِنْ قَبْلِ هَذَا الْقُرْآنِ كُنَّا مُسْلِمِينَ، أَيْ مُوَحِّدِينَ مُخْلِصِينَ لِلَّهِ مُسْتَجِيبِينَ لَهُ .. اهـ.

وقال ابن عطية في التحرير والتنوير: وقولهم: إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ، يريدون الإسلام المتحصل لهم من شريعة موسى وعيسى عليهما السلام.. اهـ.

وفي تفسير ابن جرير الطبري: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ} [القصص: 53] عَلَى دِينِ عِيسَى. اهــ

ومن المعلوم أن دين عيسى -عليه الصلاة والسلام- هو الإسلام الذي هو دين جميع الأنبياء والمرسلين.

وانظر لهذا الفتويين: 350230 ، 184929.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني