الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من وجدت بعد الصلاة نقطة مناكير صغيرة على ظفرها

السؤال

وضعت كمية قليلة من المناكير الشفاف للتجربة على ظفر إبهامي، ولكني مسحتها سريعا، وبقيت أصلي، لكن عندما كنت أصلي الظهر، وانتهيت منه، اكتشفت نقطة ما زالت على ظفري، ولكنها صغيرة جدا، ونقطتين أصغر منها بضعف لا تكاد ترى حتى تقابل ظفرك مع أشعة الشمس. فهل يجب عليَّ إعادة الصلاة التي صليتها رغم أنني اكتشفته بعد مرور خمسة أيام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإيصال الماء إلى جميع أعضاء الوضوء شرط لصحته، لما روى مسلم عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال: إنَّ رَجُلًا تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفُرٍ عَلَى قَدَمِهِ، فَأَبْصَرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ، فَرَجَعَ ثُمَّ صَلَّى.

قال النووي ـ رحمه الله: فِي هَذَا الْحَدِيث: أَنَّ مَنْ تَرَكَ جُزْءًا يَسِيرًا مِمَّا يَجِب تَطْهِيره لَا تَصِحّ طَهَارَته، وَهَذَا متفق عليه. انتهى.

فإزالة ما يحول دون وصول الماء إلى البشرة واجبة ـ سواء كان هذا الحائل قليلا أو كثيرا ـ

قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرح المهذب: إذا كان على بعض أعضائه شمع أو عجين أو حناء وأشباه ذلك، فمنع وصول الماء إلى شيء من العضو لم تصح طهارته ـ سواء أكثر ذلك أم قل. انتهى.

لكن ما دامت هذه النقاط التي لا حظتها يسيرة جدا؛ فإنه يعفى عنها لمشقة التحرز منها، على أن تجتهدي في إزالتها في الطهارة لما تستقبلينه من الصلوات، وقد اختار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن كل وسخ يسير يشق التحرز منه، كأثر العجين يعفى عنه رفعا للحرج. كما ذكرنا ذلك موضحا في الفتوى: 123956.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني