الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما كيفية نسيان المعلمين والطلاب الذين ظلموني من سخرية، أو ضرب، وأنا أدرس في المدرسة؟ وكم عدد الحسنات التي سوف آخذها منهم يوم القيامة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به هو العفو عمن ظلمك؛ ليقع أجرك على الله تعالى، وتتم مثوبتك عنده سبحانه، قال تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى:40}، وقال: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}، وقال -صلى الله عليه وسلم-: وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا. أخرجه مسلم.

وطريق ذلك أن تستحضر ما قدمناه من مثوبة العفو، وفضله، وأجر صاحبه عند الله تعالى، وأن تستعين بالله تعالى، وتجتهد في دعائه أن ينسيك تلك الأذية، ويعينك على الصفح عنها، وأن تذكر قصص أهل الصفح والعفو، وما كان منهم من الإغضاء عن الإساءة؛ كقصة يوسف -عليه السلام-، وخبر أبي بكر مع مسطح، ونحو ذلك من الأخبار الكثيرة.

وأن تعلم -يقينا- أن عفوك سبب لنيل عفو الله عنك، فإن الجزاء من جنس العمل، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {النور:22}. وإذا عفوت عنهم، وفَّاك الله أجرك موفورا، ونلت من الثواب ما لا يعلمه غيره سبحانه.

وأما إذا أردت القصاص يوم القيامة، فإنك تعطى من حسناتهم بقدر مظلمة كل منهم لك، فإن لم يكن لهم حسنات أخذ من سيئاتك، فحط عليهم بقدر المظالم، وما ربك بظلام للعبيد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني