الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوة الملحد للنصرانية.. وسيلة خاطئة

السؤال

لديَّ صديق ملحد يرفض الإسلام رفضا قاطعا، ويفكر بالمسيحية. فهل يجوز لي أن أقنعه بها من باب أن الكتابي أقرب للإسلام من الملحد؟ ومن باب درء خطره عن المجتمع أولا، ثم محاولة إقناعه فيما بعد بالإسلام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فصحيح أن أهل الكتاب أقرب للحق من الملحدين، ولكن هذا لا يبرر دعوة الملحد للنصرانية أو اليهودية، وإقناعه بها؛ لما في ذلك من تلبيس الحق بالباطل، وإقرار الباطل والدعوة إليه.

وإنما المشروع في حق السائل أن يبذل جهده في بيان الحق (الإسلام) والدعوة إليه، وإزالة الشبهات من حوله، وأما الهداية فليست إليه، ولا عليه! فالأمر كما قال الله عز وجل: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ {يونس:108}، وكما قال سبحانه: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ {الكهف:29}.

قال السعدي في تفسيره: أي: قل للناس يا محمد: هو الحق من ربكم أي: قد تبين الهدى من الضلال، والرشد من الغي، وصفات أهل السعادة، وصفات أهل الشقاوة، وذلك بما بينه الله على لسان رسوله، فإذا بان واتضح، ولم يبق فيه شبهة. {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} أي: لم يبق إلا سلوك أحد الطريقين، بحسب توفيق العبد، وعدم توفيقه، وقد أعطاه الله مشيئة بها يقدر على الإيمان والكفر، والخير والشر، فمن آمن فقد وفق للصواب، ومن كفر فقد قامت عليه الحجة، وليس بمكره على الإيمان، كما قال تعالى {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} وليس في قوله: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} الإذن في كلا الأمرين، وإنما ذلك تهديد ووعيد لمن اختار الكفر بعد البيان التام. اهـ.

وهنا ننبه على أن الشبهات التي يتعلق بها الملحدون في شريعة الإسلام قد أجاب عنها المتخصصون في هذا الباب بأجوبة مقنعة لمن أنصف وأراد الحق.

وأما الشبهات التي تتعلق بالملة النصرانية المحرفة فبعضها - ولاسيما ما يتعلق منها بقضايا الإيمان والتوحيد - لا يجد الملحد عنها جوابا؛ لما فيها من المطاعن الظاهرة الدامغة، التي تتوجه لما عندهم من الباطل الصارخ.

وراجع للأهمية الفتوى: 365854.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني