الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حب الناس للعبد رزق مرتبط بأسباب

السؤال

هل كل أنواع الحب رزق من الله؟ يعني: هل حب شخص ما لصديقه لسبب معين (مثلاً لحسن خلقه)، قذفه الله في قلبه، بسبب صفة هذا الصديق، أم أنه حتى لو لم يكن له هذه الصفة الحسنة، لقذف الله الحب في قلبه رغم ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكل ما يناله العبد في هذه الدنيا، إنما هو رزق من الله تعالى، وذلك شامل لحب الخلق للعبد، والله تعالى هو الذي يرزق العبد الأسباب التي يكتسب بها حب المخلوقين، كالإيمان، والعمل الصالح، وكحسن الخلق، فالسبب الذي هو حسن الخلق -مثلاً- من الله، وهو رزق منه سبحانه، والمسبب الذي هو حب الناس رزق منه سبحانه كذلك، وقد اقتضت حكمة الله تعالى ربط الأسباب بمسبباتها، فإذا فهمت هذه القاعدة، زالت عنك الإشكالات في هذا الباب.

قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا {مريم:96}، قال السعدي رحمه الله: هذا من نعمه على عباده، الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، أن وعدهم أنه يجعل لهم ودًا، أي: محبة وودادًا في قلوب أوليائه، وأهل السماء والأرض، وإذا كان لهم في القلوب ود، تيسر لهم كثير من أمورهم، وحصل لهم من الخيرات، والدعوات، والإرشاد، والقبول، والإمامة ما حصل، ولهذا ورد في الحديث الصحيح: إن الله إذا أحب عبدًا، نادى جبريل: إني أحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. وإنما جعل الله لهم ودًا، لأنهم ودوه، فوددهم إلى أوليائه وأحبابه. انتهى.

وإيمانهم وعملهم الصالح إنما هو توفيق من الله، وهذا السبب منهم هو الذي نشأ عنه ذلك المسبب، وهو تحبيبهم إلى عباد الله، وهذا واضح والحمد لله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني