الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إجهاض الجنين في الأسبوع الخامس

السؤال

أنا امرأة متزوجة، وعندي بنتان: الصغرى عمرها 3 سنوات، وهي مريضة بورم، وتحتاج إلى القيام بعملية جراحية حساسة جدًّا، وهناك احتمال أن تصبح مشلولة، وتحتاج إلى متابعة، وأنا وزوجي مسافران الشهر المقبل إلى بلاد الغرب للقيام بهذه العملية، والبقاء هناك لمتابعة حالتها لمدة طويلة، وبما أن زوجي سيعمل لتوفير النقود للعيش، فأنا ملزمة بمسؤولية البنتين (دراسة البنت الكبرى، وعلاج ابنتي الصغرى)، وأنا حامل في الأسبوع الخامس، وأثناء حملي ببنتي كنت أصرع، وأفقد الوعي تمامًا؛ حيث إني كنت دائمًا محاطة بعائلتي، وبما أني سأكون وحدي في بلد الغربة، وعليّ مشقة الاعتناء ببناتي، والقلق الناتج من علاج ابنتي، فأنا خائفة أن يؤثر كل هذا على جسدي، وينتج نوبات صرع أخرى وأنا وحدي، ويحدث لي مكروه، فهل يجوز لي أن أجهض الحمل؟ وهل عليّ ذنب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل المولى العلي القدير أن يشفي ابنتك هذه شفاء تامًّا لا يغادر سقمًا، وأن يمتعك بالصحة، والعافية.

والإجهاض محرم، ولو كان الجنين في طور النطفة، هذا ما نرجحه من أقوال الفقهاء، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 44731.

فيجب الحذر من المصير إليه لغير عذر معتبر شرعًا، فيقع المرء في الإثم، وفي الوقت ذاته يحرم نفسه من هذه النسمة المباركة التي قد تكون قرة عين له في الدنيا والآخرة.

فنرى أن يكون بينك وبين زوجك تفاهم في الأمر، والبحث عن سبيل للحل، كجلب خادمة تساعدك، ونحو ذلك، فإن تيسر ذلك، فالحمد لله، وإن لم يتيسر، وخشيت ضررًا حقيقيًّا، فلا حرج عليك في الترخص بقول من ذهب إلى جواز إسقاط الجنين قبل نفخ الروح فيه، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز الأخذ بالرخصة عند الحاجة؛ دفعًا للحرج، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 134759.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني