الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نبذة عن كتاب شعب الإيمان والسنن الكبرى

السؤال

أريد استشارة في موقعكم بخصوص كتب البيهقي: أنا شاب عمري 20 سنة، حصلت لي ظروف كثيرة جعلتني أبحث عن الإسلام بطريقة مشتتة غير منتظمة، ولقد ازددت علمًا في أشياء كثيرة، وزاد في نفسي اليقين، إضافة إلى أني أجعل موقعكم مرجعًا دائمًا، وفي هذه المرة قرأت للإمام البيهقي، واستوعبت كل كلامه، ووجدت فيه أشياء لم أجدها عند غيره؛ لذلك أردت أن أقرأ كتاب: شعب الإيمان، والسنن الكبرى كاملين، ولكني وجدت في موقعكم أن الإمام البيهقي كان على عقيدة الأشاعرة، وأن لديه أشياء لا تصح، رغم أن هناك الكثير مما يتوافق مع عقيدة أهل السنة والجماعة، فهل أقرأ كتبه؟ وهل كلها موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة، أم إنني أحتاج أن أجمع العلم من كتب أخرى، مثل مشكاة المصابيح للإمام التبريزي قبل قراءة كتب البيهقي؟ أنا في حيرة من أمري، فقد عزمت على الأخذ من كل مؤلفات البيهقي، لكني لا أعرف ماذا أفعل؟ أرجو الإجابة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة، والسلام، على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما ذكره السائل من كون البيهقي -رحمه الله- كان على مذهب الأشاعرة، فهذا إنما يشكل في الكتب المتعلقة بهذا الجانب، ككتاب الأسماء والصفات، وكتاب الاعتقاد، وراجع ما سبق أن بيناه في الفتوى: 326644.

ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على ما ذكره الدكتور عبد الرحمن المحمود في رسالته العلمية: (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) فيما يتعلق بعلاقة البيهقي بمذهب الأشاعرة (2 / 580 : 590).

وأما كتاب شعب الإيمان، فهو أقرب إلى كتب الرقائق، والسلوك، والأخلاق، وأعمال القلوب، مع أهمية ضبط ما جاء في أوله من الكلام على حقيقة الإيمان.

وأما كتاب السنن الكبرى، فهو في فروع الفقه.

والمقصود أن كلا الكتابين ليس محلًّا للإشكال الذي ذكره السائل، وهذا بالنظر إلى الكتابين ذاتهما.

وأما النظر في كون ذلك هو الأنسب لخصوص السائل، فهذا شأن آخر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني