الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز وصف المرض بأنه غير قابل للشفاء؟

السؤال

حكم من قال: هذا مرض لا يشفى صاحبه منه. فكنت أسمع لشخص يقول: إن مرض السكري إذا تعطل فيه البنكرياس، فإنه لا تنفع معه الأدوية لإزالته كليا، بل يجعله يتعايش مع المرض؛ لأنه قد تعطل. هل هذا القول حرام؛ لأنه يخالف حديث الرسول الذي فيما معناه: ما أنزل الله داء إلا وله دواء؟ وهل حين صدقت كلامه كفرت لأني خالفت حديث الرسول؟ مع أني وقتها نسيت الحديث.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبداية ننبه الأخ السائل على أنه لا مدخل للكفر في ما ذكر!! ولا تعارض أصلا بين وصف مرضٍ ما بأنه مزمن، أو لا يُرجى برؤه، وبين الحديث المذكور؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال: ما أنزل الله داء، إلا قد أنزل له شفاء. أعقبه بقوله: علمه من علمه، وجهله من جهله. رواه أحمد من حديث ابن مسعود، والحاكم من حديث أبي سعيد، وصححهما الألباني.

فوصف الزمانة أو عدم رجاء البُرْءِ، إنما هو في علم الأطباء ونحوهم، وليس وصفا لقدر الله تعالى أو عموم خلقه.

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: يدخل في عمومها أيضا الداء القاتل الذي اعترف حذاق الأطباء بأن لا دواء له، وأقروا بالعجز عن مداواته، ولعل الإشارة في حديث ابن مسعود بقوله: "وجهله من جهله" إلى ذلك، فتكون باقية على عمومها. ويحتمل أن يكون في الخبر حذف تقديره: لم ينزل داء يقبل الدواء إلا أنزل له شفاء. والأول أولى. اهـ.

وراجع لمزيد الفائدة عن ذلك الفتوى: 362239.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني