الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تجب طاعة الأب إذا منع ابنه من العودة لبلده الأصلي؟

السؤال

أنا أعيش حاليًّا في ألمانيا منذ ما يزيد عن أربع سنوات، وأنا أعيش مع عائلتي، وعمري 22 سنة، وعندما غادرنا سوريا كنت في الثانوية، وجئنا إلى ألمانيا وليس معي أي شهادات تكفي للعمل، أو إكمال الدراسة، ولا أستطيع التركيز لتعلم اللغة الألمانية بشكل كامل، وأنا أنوي العودة إلى سوريا؛ لأني لا أجد الهناء ولا السعادة في العيش هنا، بل إن أيامي كلها اكتئاب، وخوف، وقلق، وأبي قال لي: إنه سيغضب عليَّ إن غادرت إلى سوريا، فهل دعوته هنا بالغضب عليّ مستجابة؟ وهل له الحق في الغضب عليَّ؟ فأنا أفعل هذا من أجل مستقبلي وراحتي، وليس فيه ما يستدعي كل هذا الغضب. أرجو الإجابة عن سؤالي -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلم تذكر لنا السبب الداعي لأبيك لمنعك من العودة إلى بلدك الأصلي، فإن كان هنالك ضرر حقيقي يمكن أن يلحقك بالذهاب إلى هنالك، ويخشى عليك منه، فالواجب عليك طاعته، والبقاء مع عائلتك، واحذر من إغضابه، ففي ذلك من الشر ما فيه، روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.

وإن لم يخش عليك ضررًا، ولم يكن هنالك مسوغ مشروع، فليس له الحق في منعك، ولا تجب عليك طاعته.

ولا يعني هذا أننا ندعوك لمخالفته، والسفر رغمًا عنه، بل نرجو أن تتبصر في الأمر، فلعلك إذا صبرت، وبررت به، وكسبت رضاه أن يفتح الله عز وجل عليك من أبواب الخير ما لا يخطر لك على بال، فقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى: 76303.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني