الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رعاية الأم العاجزة عند انشغال أولادها

السؤال

جدتي لها خمسة أولاد: ثلاث بنات، وابنان، وهي الآن كبيرة في السن، وتحتاج لرعاية دائمة -ليل نهار- نظرًا لمرضها، ولها ابنتان مسافرتان مع زوجيهما؛ لحاجتهم المادية، وأخرى متزوجة، ويصعب عليها رعايتها؛ نظرًا لعملها، وظروف زوجها الصحية، وزوجات الأبناء يرفضن رعايتها، أو وجودها معهنّ، وقد اقترحت أخت جدتي أن على إحدى بناتها ترك عملها، ولكن هذا صعب؛ نظرًا للظروف المادية، ثم عادت واقترحت أن تأخذها عندها، وتعمل على رعايتها مقابل أجر مادي، فما الحل الأنسب لجدتي وأولادها؟ ومن هو الذي تجب عليه رعايتها في ظل هذه الظروف؟ ولكم خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فرعاية هذه الأم مسؤولية جميع أولادها -الذكور منهم والإناث-، فلا يجوز لهم تركها بحيث تتعرض للضياع، أو يحدث لها ضرر.

وإذا كانت أحوالهم لا تسمح لهم بالرعاية المباشرة لها، فليستأجروا لها من تقوم بخدمتها على أكمل وجه.

وإذا كانت أختها هذه يمكنها القيام بذلك، فلا بأس، وقد تكون أولى من غيرها؛ لما يرجى من شفقتها عليها، واهتمامها بها، وتلزم أجرتها جميع أولادها، كل حسب يساره، ولمزيد الفائدة تراجع الفتاوى: 148805، 146181، 20338.

وننبه إلى أنه لا ينبغي أن يغيب عن أذهان الأولاد مقام الأمّ، وفضيلة برّها، وأن الشرع قد جعل لها ثلاثة أرباع البر.

ومن هنا؛ فينبغي على أولادها أن يتباروا في أمر برّها وخدمتها؛ فالتنافس في الخير عمومًا مطلوب، كما قال تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {البقرة:148}، وقال: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ {المطففين:26}، وإذا كان هذا في حق المسلم مع العامة، فكيف به مع من حملته في بطنها وهنًا على وهن، وأرضعته من ثديها، وتعبت وسهرت من أجل راحته وتربيته؟! وانظري الفتوى: 73140.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني