الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إكمال الدراسة التي التحق بها بشهادة مزورة

السؤال

درست دبلومًا لمدة سنتين ونصف، وأردت أن أكمل البكالوريوس في نفس المؤسسة. وتوجد لديهم شروط للتكملة، ومنها أن أدرس دورة في الإنجليزية، وأحصل على درجة عالية؛ لكي أكمل. وقد درستها، ولكن أيقنت أني لو اختبرت لن أصل للدرجة العالية المطلوبة؛ فأعطيت صديقي الاختبار، فاختبر عني، وأتى بالدرجة المطلوبة؛ فقبلت في البكالوريوس.
سؤالي: ما حكم دراستي وحكم المكافأة المدفوعة؟ وهل أخرج لأبرئ ذمتي، وأدرس في المساء؟ مع العلم أني إذا درست في المساء، أنا الذي سوف أدفع مبلغا مكلفا يصل إلى 30 ألف ريال تقريبا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما فعلته تزوير وخداع محرم، عليك أن تتوب إلى الله تعالى منه، بالاستغفار منه، والندم عليه، والعزيمة ألا تعود إليه، وألا تستخدم تلك الشهادة التي اختبر فيها صديقك بدلك فيما يستقبل.

وأما بقاؤك في الدراسة وانتفاعك بمميزاتها: فالظاهر أنه لا حرج عليك فيه؛ لكونك قد انتظمت في الدورة، ودرست المادة وتعرفها. لكنك كنت تخشى ألا تحصل الدرجة العالية المطلوبة، ولو تركت الدراسة الآن سيترتب على ذلك ضرر. ويمكنك أن تجتهد في دراستك، وأن تعمل على تطوير نفسك، وتقوية قدراتك في المادة اللغوية المطلوبة حتى تكسب شهادة فيها، ودرجات تعادل ما كان مطلوبا منك في الاختبار المذكور، وهنالك جهات مختصة يمكن إجراء ذلك لديها.

فقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عمن غش في بعض المواد الإنجليزية في امتحانات ما قبل الجامعة. فهل الدخول في الجامعة بتلك الشهادة التي حصل الغش في بعض موادها حلال؟

فأجابه بأن عليه التوبة، وله دخول الجامعة مع اجتناب الغش فيما يستقبل. وإذا كسب شهادة من الجامعة فله الانتفاع بها. وانظر كلامه بنصه في الفتوى: 326317.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني