الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل نعبد الله لطلب رضاه أو لطلب عطائه

السؤال

أسمع الكثير يقول لا تعبد الله حتى يعطيك، ولكن أعبده حتى يرضى، فإن رضي أدهشك بعطائه، والبعض يقول إنها من المعتقدات الصوفية. فما صحة هذا الكلام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد بينا حكم طلب النفع الدنيوي والأخروي بالعبادة في فتاوى كثيرة، وذكرنا أن هذا لا حرج فيه، وإن كان الأكمل أن يؤدي الشخص عباداته ابتغاء وجه الله تعالى، وطلبا لرضاه، وانظر الفتاوى: 300781، 320650، 322705.

ولا شك في أن من عَبَدَ اللهَ بصدق، وأخلص له، وطلب رضاه، فإن الله ينيله من أسباب توفيقه وصنوف عطاياه ما يدهش الألباب ويحير العقول، وحسبه تلك اللذة الحاصلة له بالأنس بالله تعالى والإقبال عليه، وقد وردت النصوص متكاثرة بأن سبب جلب الخير كله، ودفع الشر كله هو الإقبال على الله، وتقواه، والاجتهاد في عبادته، قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ {الأعراف:96}

فمن عبد الله طلبا لرضاه فحسب أدهشه عطاؤه ولا شك، ومن عبده طلبا للنفع الدنيوي مع ذلك لم يكن بذلك بأس، وإن كان تمحيض العبادة للقصد الأول أولى وأكمل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني