الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب رد المال المدفوع من الأصدقاء على سبيل المجاملة؟

السؤال

كنت أتساهل في التعامل مع الفتيان في مكان الدراسة، لكن عن قريب انتبهت إلى أمر، وهو أني ربما كنت أسأل شخصا إذا هل حمل مالا إذا لم يتوفر لديَّ المال لشراء شيء ما؟ وأعتبرها مجاملات بين الأصدقاء، وأنهم لا ينتظرون إرجاعها، خصوصا إذا ما كان الشخص يقدم الهدايا أو الطعام، أو يصر على أن يدفع هو وما إلى ذلك. كما أني لا أدون المبلغ، وبالغالب أنساه وأنسى أن رده، ونسيت أن أعيد مالا لولد كنت على علاقة به، هو مبلغ ضئيل، لكني أخشى أن هذا هو أخذ مال عن غير طيب نفس، لكن قضاءه يتعسر عليَّ بسبب صعوبة التسليم، ولأني أخشى مفاسد لي وله من تواصلنا مجددا بأي شكل.
فما موقفي؟ وماذا يجب عليَّ؟ أيضا هل إذا لم أتذكر إذا كان للولد عندي أيّ مال يجب أن أسأله؟ وهل إذا أسقط الشخص حقه، فشككت أنه بسبب صعوبة التواصل لرد المال، هل لا تكون ذمتي قد برئت؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أنّ هؤلاء الفتيان كانوا يدفعون المال مجاملة، ولا يقصدون الرجوع به عليك.

وإذا كنت أخذت مالاً من فتى معين، على سبيل القرض مثلاً؛ فالواجب عليك رده إليه، ولا يلزم لرده أن تتواصلي معه، ولكن يكفي أن توكلي غيرك ليرده إليه. ولا يشترط إعلامه بأنّك التي أرسلت له المال، وتحصل براءة الذمة برد المال إليه بأي وسيلة لا يترتب عليها مفسدة، ولا توقعك في حرج، وراجعي الفتوى: 272065.

وأمّا إن كان هذا المال مدفوعا على سبيل المجاملة والإكرام، وليس على سبيل القرض، فلا حاجة لرده، ومجرد الشك في كون بعض الأشخاص لهم حقوق عندك لا يترتب عليه حق، فالأصل براءة ذمتك.

قال الجويني -رحمه الله- في غياث الأمم: وكل ما أشكل وجوبه، فالأصل براءة الذمة فيه، كما سبق في حقوق الأشخاص المعينين. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني