الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يتحمل الشخص إثم قطيعة بعض الأقارب له؟

السؤال

لي خالتان هاجرتان لي بسبب غضبهما من إقامتي دعوى قضائية ضد أخويهما اللذين شتماني وأهاناني، وإذا طلبتهما للسلام يمتنعان، وإذا صادفتهما في بيت جدي -أبيهما- يصدان، ولو بادرت بالمصافحة والسلام، كان سلامًا باردًا مهينًا مصحوبًا بتعبيرات التضايق، والتبرم، دون كلام، ولا سؤال عن حال، بل دون ترك المجال لي للكلام والسؤال عن الحال، وقد دام هذا الحال عددًا من السنين، فهل عليَّ إثم إذا لم أسعَ إلى صلتهما ما داما يرفضانها تمامًا، كما ذكرت، وما دام عليَّ ضرر في دوام المحاولة، وإذلال نفسي بصفة متكررة؟ شكر الله لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دام الحال كما وصفت، فلا إثم عليك في قطيعة خالتيك لك، بل الإثم عليهما ما دمت تسعى في صلتهما كما ذكرت.

والذي ننصحك به:

أن تبذل وسعك في إقناع خالتيك بالصلح، وأن تبين لهما أنك مريد لمواصلتهما، حريص على مودتهما.

وأن توسط من يمكنه إزالة الخلاف بينكم من الأهل والقرابة.

وأن تحسن إليهما ما وسعك الإحسان.

وأن تحتمل جفاءهما، ما أمكنك ذلك؛ فإن في الصبر على ذلك خيرًا كثيرًا، وأجرًا عظيمًا.

ونذكرك بقوله صلى الله عليه وسلم -كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني