الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإصرار على الدعاء لقضاء أمر هل هو من الاعتداء في الدعاء؟

السؤال

دعوت الله كثيرا وتوكلت عليه، واستخرته في مسألة خير، لكن الله لم يوفقني في هذه المسألة، وأغلقت أمامي كل الطرق لتحقيق تلك المسألة. ولكن ما زلت أدعو الله بها كثيرا، وأدعوه أن يستجيب لي.
فهل إصراري على دعائي، يعتبر اعتراضا على قضاء الله وقدره، والواجب علي الابتعاد عن تلك المسألة تماما، والتوقف عن الدعاء بها.
وأن أعلم أن الله يريد لي الخير، ويبعدني عنها؟ أم ماذا علي أن أفعل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس إصرارك على الدعاء أمرا ممنوعا، فإن الدعاء من أقوى الأسباب لتحصيل المطلوب ودفع المرهوب، فما دمت ترجو حصول ما تدعو به فلا حرج عليك في الاستمرار في الدعاء، لكن إذا تيقنت كون ما تدعو بحصوله صار مستحيلا، فعليك حينئذ أن ترضى بما قدره الله تعالى، عالما أنه الخير وأن تتوقف عن الدعاء والحال هذه؛ لأن الدعاء بالمستحيل من صور الاعتداء في الدعاء، وقد قال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {الأعراف:55}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني