الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كم فدية على المريض الذي لبس السروال والجورب والحذاء؟

السؤال

أنوي أداء العمرة الشهر القادم -بإذن الله-، لكني من ذوي الإعاقة، حيث أرتدي جهازًا طبيًّا مكونًا من حديد، وجلود، وحذاء من أعلى القدم اليمنى إلى آخر القدم من أسفل حيث الحذاء الطبي، وهذا لأن الساق اليمني أرفع وأقصر من اليسرى السليمة، ولا بد من ارتداء جزء الحذاء الآخر للتوازن، مع ارتداء جورب وبنطال "سروال" تحت الجهاز؛ للتخفيف من احتكاك جلود وأحزمة الجهاز بالساق اليمنى، فهل إحرامي صحيح مع ارتداء تلك الأشياء؟ وهل عليّ فدية؟ وإذا كان لا بدّ من فدية، فهل هي فدية واحدة أم على السروال فدية، وعلى الحذاء فدية ثانية، وعلى الجورب فدية ثالثة؟ أحبكم في الله، وجزاكم الله خيرًا، وأسألكم الدعاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن إحرامك بالعمرة صحيح، مع لبس الأشياء التي ذكرتَها, ولا تأثم بما فعلتَه؛ لأنك معذور. وإنما يأثم الشخص المحرِم بالحج, أو العمرة إذا فعل بعض محظورات الإحرام، كلبس الثوب المخيط, أو نحوه لغير عذر. وراجع التفصيل في الفتوى: 308095.

ولا تلزمك إلا فدية واحدة عن جميع ما ذكرت -من لبس السروال, والجورب, وغيرهما-؛ لأن الجميع داخل في اللبس، وهو جنس واحد من محظورات الإحرام, والفديةُ لا تتكرر بتكرر المحظور من جنس واحد، قال ابن قدامة في المغني: إذا لبس قميصًا، وعمامة، وسراويل، وخفينِ، لم يكن عليه إلا فدية واحدة؛ لأنه محظور من جنس واحد، فلم يجب فيه أكثر من فدية واحدة، كالطيب في بدنه، ورأسه، ورجليه. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني