الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حاور أمك على انفراد لتصحيح نهجها معك ومع إخوتك

السؤال

تعشيت أمس وكان عددنا خمسة، وآخر من قام أخي الأصغر الذي يدرس في الجامعة، طلبت مني أمي رفع السفرة، فرفضت؛ لأن أخي الأصغر آخر من قام؛ ولأن أخي الأكبر غضبت عليه، لا يأتي بالصحون والعسل وغير ذلك على قدر الحاجة، مع أننا عددنا خمسة. هل هذا عقوق؟ طاعة أمي يترتب عليها مفاسد. منها: تعود أخي الأصغر الذي يدرس في الجامعة كل ما كان آخر شخص في السفرة أن لا يرفعها، مع العلم أني ساعدته في رفع بعضها، فطلبت مني أمي أن أرفعها كلها، وهو يروح يدرس، فغضبت، فغضبت مني أمي. وأخي أحيانا يدرس، وأحيانا يلعب. ما هو المفروض؟ أخي الأصغر بما أنه آخر من قام من السفرة يرفعها والصحون وغير ذلك. ومن المفاسد أني لو أطعت أمي في رفع السفرة التي فيها الصحون وغير ذلك سوف أكره وأعادي وأخاصم أخي ولو سنة أو حتى أكثر.
قرأت في موقع الإسلام سؤال وجواب بأن إذا كان أمر الوالدين تعنتا أو عدم تمييز قلة عقل أو غير ذلك لا تجب الطاعة. رجاء لا تتأخروا في الإجابة لأني أنا زعلان على أمي، ونفسيتها تعبانة، وأنا نفسيتي تعبانة. أريد عرض السؤال وإجابته في الموقع.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبقت لنا عدة فتاوى أوردنا فيها كلام أهل العلم عن ضوابط طاعة الوالدين، نحيلك منها على الفتوى: 76303، والفتوى: 23377.

ومن أهم هذه الضوابط أنه تجب طاعتهما فيما فيه مصلحة لهما، ولا ضرر على الولد، فإن شق ولم يضر وجبت الطاعة، ولمعرفة الفرق بين المشقة والضرر راجع الفتوى: 139019.

وبناء على ذلك إن أمرتك أمك برفع السفرة وجب عليك طاعتها، ولا يجوز لك مخالفتها لمجرد مشقة لا تصل لدرجة الضرر تجدها في ذلك بسبب تصرفات بعض إخوتك، فاصبر واحتسب الأجر عند الله تعالى، وتذكر ما في طاعة الأم من الأجر العظيم والثواب الجزيل. والذي يغفل عنه أخواك، فلو استشعراه لنافساك في برها، ولو استشعرته لسابقتهم إلى برها، وفي مقال في موقعنا بعض صور البر عند السلف تجدها على الرابط:

https://www.islamweb.net/ramadan/index.php?page=articles&id=135390

ولا ينبغي لأمك أن تدخلك في مثل هذا الحرج، بحيث تدلل أخاك الأصغر، وتكلفك بفعل ما لا تكلفه به، ولا تكلف به أخاك الأكبر، فالذي ننصحك به أن تسترضي أمك، وتجلس معها على انفراد، وتحاروها في الأمر بكل رفق وأدب؛ لتجعل الأمر بينكم بترتيب معين، بحيث يشمل الأمر الجميع.

ويمكنك أن تذكرها بما أشرت إليه من مفاسد أو غيرها مما يمكن أن تترتب على نهجها معك ومع إخوتك. وننصحك أيضا بالجلوس مع أخويك كلا منهما على انفراد أيضا، وناصحهما في الأمر بالحسنى، وذكرهما بأهمية التعاون في أمور البيت. ولا تنس أن تكثر من الدعاء بأن يصلح الله عز وجل الحال.

وإذا كنت في حاجة لمزيد من التوجيهات، أو الاستشارة في شأن من شؤونك فراسل قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني