الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مطالبة البنك بإسقاط بعض الدين

السؤال

عندي مديونية لبنك إسلامي، حوالي 67 ألف ريال، ولكني غادرت البلد من ثلاث سنوات للهجرة، وعندي نية السداد بسبب الحرمانية.
هل يمكن التفاوض مع البنك لتقليل مبلغ السداد؟
مثلا: أتفاوض على أنني أستطيع أن أدفع 40 ألفا بدلا من 67 ألفا؟
لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على نيتك الحسنة في سداد ما عليك من دين لتبرئ ذمتك، ونبشرك أن المسلم إذا استدان وفي نيته الوفاء وأدركه الموت قبل التمكن من ذلك، ولم يترك وفاء، فإن الله تعالى بفضله وكرمه يسدد الحق لأصحابه عن عبده في الدار الآخرة؛ بسبب نيته الحسنة، وعزمه على أداء الحق. ودليل ذلك حديث: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله. رواه البخاري.

قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله: وظاهره يحيل المسألة المشهورة فيمن مات قبل الوفاء بغير تقصير منه؛ كأن يعسر مثلا أو يفجأه الموت .... الظاهر أنه لا تبعة عليه والحالة هذه في الآخرة، بحيث يؤخذ من حسناته لصاحب الدين؛ بل يتكفل الله عنه لصاحب الدين. اهـ.

وأما مطالبتك للبنك بإسقاط بعض حقه على سبيل الإغراء له بذلك، أو الضغط عليه به لتؤدي إليه الباقي من حقه، فهذا لا يجوز، ما لم يكن إسقاطه لحقه أو بعضه عن رضا نفسٍ، وبدون ضغطٍ أو إكراهٍ أو حياء. وإلا فيلزمك سداد كامل الحق وعدم المماطلة في ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني