الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحياة الزوجية تعتريها معوقات لا يمكن تجاوزها إلا بالدين والخلق

السؤال

تعرفت إلى فتاة تعيش في دولة أخرى، ذات خلق، وأريد الزواج منها، وهي صغيرة، وقد توفيت أمها، وتركها أبوها، وأهل أبيها لا يعلمون عنها أيَّ شيء، ولا تعلم عنهم أيَّ شيء، وخالها يرفض التدخل في أمورها منذ أن كانت طفلة، وأخذتها خالتها المطلقة لتربيتها، وهي تعيش معها حتى الآن، وتحدثت مع خالتها، وتعرفت إليَّ، وتمت الموافقة منها، فمن يكون وليّها في الزواج؟ علمًا أنه ليس أحد على صلة بها، أو اطلاع على شؤونها إلا خالتها التي تعيش معها منذ الطفولة، ومن المفترض أن تأتي هي وحدها، أو هي وخالتها إلى البلد الذي أعيش فيه، مع احتمال عدم مقدرة خالتها أن تأتي في هذا الوقت لانشغالها ببعض الأمور.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي يتولى نكاح هذه الفتاة عصبتها، وهم قرابتها من جهة أبيها، حسب الترتيب الذي ذكره الفقهاء فيمن يستحقون الولاية، وسبق بيانه في الفتوى: 22277. وقد تضمنت أيضًا بيان أن السلطان ولي من لا ولي له.

فإن لم يعلم أحد من أوليائها، فلترفع الأمر إلى القضاء الشرعي، أو ما يقوم مقامه، كالمراكز الإسلامية في البلاد غير الإسلامية.

وننبهك على أهمية التأكد من حال هذه الفتاة، وما إن كانت ذات دين وخلق حقيقة، والسبيل لذلك سؤال من يعرفها من الثقات، ولا تغتر بما قد يكون ظهر لك من حالها؛ فالحياة الزوجية مشوار طويل، قد تعتريه بعض المعوقات التي لا يمكن تجاوزها إلا بالدين، والخلق؛ ولذلك جاء في الحديث الذي رواه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاظفر بذات الدين، تربت يداك.

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: المعنى: أن اللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدين مطمح نظره في كل شيء، لا سيما فيما تطول صحبته، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بتحصيل صاحبة الدين، الذي هو غاية البغية. اهـ.

فإن أثني لك عليها خيرًا، فاستخر الله سبحانه في أمرها، فهو الأعلم بعواقب الأمور، وانظر الفتوى 19333.

وبعد الاستخارة امضِ فيما تريد: فإن كان فيه خير، يسّره الله عز وجل لك. وإن كان فيه شر، صرفه عنك، وللمزيد يمكنك مطالعة الفتوى: 123457.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني