الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من الاعتداء الدعاء على الكفار بالذل والدمار؟

السؤال

قرأت في أحد الكتب أن الدعاء بالحرام، أو قطيعة رحم، لا يجوز، وكذلك الدعاء على شخص بأكثر مما يستحق، أو الإسراف في الدعاء عليه، وسؤالي هو: أن الخطباء في يوم الجمعة يدعون على الكافرين، حيث يقولون: "اللهم أذلّ الكفر والكافرين، ودمّر أعداءك أعداء الدين"، أليس في هذا اعتداء في الدعاء على الكفار؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الاعتداء في الدعاء يدور على معنى المجاوزة، والمخالفة، بأن يجاوز فيه حد المشروع، أو يخالف فيه قصد الشارع، فيناقض بذلك مراد الله القدري، أو الشرعي، قال ابن القيم في بدائع الفوائد: الاعتداء بالدعاء تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من الإعانة على المحرمات، وتارة بأن يسأل ما لا يفعله الله، مثل أن يسأله تخليده إلى يوم القيامة ... فكل سؤال يناقض حكمة الله، أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره، أو يتضمن خلاف ما أخبر به، فهو اعتداء، لا يحبه الله، ولا يحب سائله. اهـ.

وهذا لا يتحقق في الدعاء على الكافرين من حيث النوع، بل هو موافق لحكم الله فيهم باستحقاقهم للعقوبة، سواء في الدنيا والآخرة.

وأما الدعاء على كافر معين، فهذا الذي ينبغي ضبطه، بحيث لا يحصل فيه اعتداء؛ لأن الكافر المعين لا نعلم خاتمته، فمآله عندنا مجهول، وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتوى: 19230، وهذا من حيث الحل والحرمة.

وأما من حيث الأفضل، فالأولى هو الدعاء لهم بالهداية، والتوفيق للحق الذي يرضي الله تعالى، كما نبهنا عليه في الفتوى: 358732.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني