الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

قال خليل في مختصره في الفقه المالكي: "فرائض الوضوء غسل ما بين الأذنين، ومنابت شعر الرأس المعتاد، والذقن، وظاهر اللحية، فيغسل الوترة، وأسارير جبهته، وظاهر شفتيه". وفي التاج والإكليل عن ابن عرفة: "يجب غسل ما تحت مارنه، وأسارير جبهته، وظاهر شفتيه، وغائر جفنيه". لقد أصبحت أكتشف كل فترة أماكن يجب إيصال الماء إليها في الغسل والوضوء، ولا أعلم معناها، مثل: (الوترة)، و(المارن)، ولا أعلم معاني تلك الكلمات، وكلمات أخرى، فأقول لنفسي: إنني لن أغتسل، ولن أتوضأ حتى أعلم معانيها؛ حتى لا يكون غسلي ووضوئي خطأ، فهل ما أفعله صواب؟ وما الحل إذا اكتشفت في بدني أماكن لم أكن أوصل الماء إليها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد تبيّن لنا من خلال أسئلة سابقة لك أن لديك وساوس كثيرة - نسأل الله تعالى أن يشفيك منها-.

وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها؛ فإن ذلك علاج نافع لها.

أما العبارات التي أشكلت عليك في كتب المالكية، فسنذكر لك معناها.

قال الخرشي في شرحه على مختصر خليل: الوَترة بفتح الواو، والمثناة الفوقية، وهي: الحاجز بين ثقبتي الأنف. اهـ

وقال النفراوي في الفواكه الدواني: (و) يجب عليه أيضًا أن يُمِرَّهما ـ يديه ـ على ما (تحت مارِنه من ظاهر أنفه)، والمارِن: ما لان من الأنف، والذي تحته هو ما بين المنخرين، وهو المسمى بالوترة؛ لأن الماء ينحدر عنها. اهـ

أما كونك تترك الغسل, والوضوء حتى تعرف معاني تلك العبارات, فهذا غير صوابٍ، بل الواجب عليك هو معرفة الغسل والوضوء بطريقة صحيحة؛ إذ يجب على كل مسلم تعلم فروض الأعيان التي أوجبها الله عليه، كما تقدم في الفتوى: 59220.

ولا تلازم بين معرفة هذه المناطق من الوترة أو المارن أو غيرهما وصحة الوضوء، فالشرط هو تعميم العضو بالغسل.

ولمعرفة صفة الوضوء الكامل، انظر الفتوى: 64892. وعن كيفية الغسل الكامل المستحب، راجع الفتوى: 180213.

وبخصوص ما إذا تبيّن لك أنك كنت تترك بعض المواضع من الجسد لا يصلها الماء في غسل الجنابة, أو الوضوء إلى آخره، فنخشى أن يكون ذلك من أثر الوسوسة التي ليس لها من دواء غير الإعراض عنها، وراجع في ذلك الفتويين: 125226، 200631.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني